الكاتب الوابلي ... والكذب في المهنية
لجينيات ـ لقد طالعتنا صحيفة الوطن يوم الجمعة 11/6/1432هـ الموافق 15/4/2011م في عددها رقم 3850 بمقال للكاتب عبد الرحمن الوابلي بعنوان ( الداعية العريفي .. وثقوب في الوطنية ) وقد قرأت المقال مرة ومرتين وثلاث وانتقلت بين محاوره لأتأكد من قراءاتي تلك وحاولت أن أقرأ ما وراء السطور وأعرف مفاصل المقاصد , وخرجت بنتيجة مهمة ومهمة جدا وكنت أريد أن أشرك القارئ الكريم في معرفتها ألا وهي.. – أن للكذب فن لا يستطيع تقديمه للناس إلا المحترفين القلة وهؤلاء المحترفون في فن الكذب قد أُعطوا مساحات لنشر أكاذيبهم الباطلة والمغرضة والحاقدة , وأن المصيبة الأعظم هو أن هناك من السذّج الكثير الذين يصفقون لتلك الكذبات المتتالية ويطبلون ولا يعلمون شيئاً عن ذلك السم المدسوس بين عسل القوم– وتلك النتيجة التي استخرجتها ليست في المقال المذكور وحسب , بل هي ظاهرة جلية في (أغلب) ولا أقول (كل) المقالات الصحفية التي تطالعنا يوماً بعد يوم , حتى أصبحنا متأكدين من أن ما ينشر ليس سوى هرطقة كلام لا أقل ولا أكثر والدليل على ذلك أن القارئ لتلك المقالات يجد من الأساليب الكتابية والممارسات المقالية التي تحارب ثوابت الأمة وأصول الشريعة ووحدة الوطن وتماسكه ما تتعب قلب كل غيور على دينه ووطنه وأمته والله المستعان .
وعوداً على المقال المذكور فسأبين للقارئ ما تضمنه هذا المقال من كذب وافتراء سواء على المنهج الذي يسير عليه علماء هذا البلد المبارك ودعاته أو على شخص فضيلة الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الرحمن العريفي حفظه الله وأسأل الله أن يصلح ضال المسلمين .
وألفت انتباه القارئ الكريم من أني سأنقل ما كتبه الكاتب باللون الأحمر وما كتبته أنا تعقيباً عليه ومسجلاً لملاحظاتي باللون الأزرق .
يقول الكاتب :- كلما حلت كارثة بالوطن، أو أحاطت به كوارث ومصائب مدلهمة، حايد الوطنيون خلافاتهم الثانوية جانباً، ورصوا صفوفهم، كدرع بشري لحماية الوطن لضمان أمنه وأمانه.
قلت :- هذه هو المفترض والواجب على الجميع ... ودعني أسألك أين أنت والموتورون أمثالك في الأزمات التي تواجه الوطن من ذلك الدرع البشري ولعل آخرها حينما صاح المغرضون وانتفش باطلهم في الخروج على ولي الأمر بمظاهرات ممقوته ومسيرات خادعة ؟ أين قلمك ؟ أين ثقافتك التي تزعمها من الدفاع عن الوطن ومقدساته ؟ لماذا انبريت أنت وجماعتك لحرب المحتسبين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في أعمدتكم ورسومكم الكاركيترية في الوقت الذي كان فيه الوطن وولاة الأمر فيه ومواطنيكم في أشد الحاجة إليكم ..
يقول الكاتب :- وكلما رص الوطنيون صفوفهم خرج عليهم الداعية محمد العريفي بخطبة ديناميتية مفتتة للحمة الوطنية، وكأنه يريد منها تفجير الدرع البشري الوطني الراص لصفوفه، والداعم لقيادته الحكيمة، وإحداث ثقب فيه، ليتسلل من شاء من أعداء الوطن من خلاله، ولكن يأبى درع ذوي الرأي والروية، من أقصى يمينه لأقصى يساره، إلا أن يتموا صفوفهم، ويقذفوا بالمفرقعات غير الوطنية خلف ظهورهم، فهم في مثل هذه الحالة، لا يرون إلا الأخطار الحقيقية التي تهدد حقا أمن الوطن، وتخلخل لحمته الوطنية.
قلت :-
أنا متأكد تماماً من أن خروج محمد العريفي وغيره من الدعاة الناصحين وطلبة العلم الغيورين على دينهم وأمتهم يسبب قلقاً كبيراً لك ولأمثالك ولذلك فقد أصبحتم عطفاً على ما تحملون من حقد وكراهية للدعاة ولطلبة العلم مصابون بمرض (فوبيا خروج المشايخ) لأنه لا يصاحب ظهورهم إلا تقزيم لكم ولمن هو متأثر بكم وفضحاً لتوجهاتكم ورؤاكم الخبيثة ولهذا تقومون بين الفترة والأخرى بوصف ذلك الخروج بالديناميتية المفتتة للحمة الوطنية , وتارة بالمغرضة , وتارة بالهدّامة ..الخ تلك الأوصاف القبيحة والتي اعتدناها منكم على أهل الخير والصلاح , ومنها ما قلت أعلاه من أنه بتلك الخطب يريد أن يفجر الدرع البشري الوطني الراص لصفوفه والداعم لقيادته الحكيمة , وإحداث ثقب فيه ليتسلل أعداء الوطن من خلاله , وأسألك مرة أخرى عن أي درع تتحدث ولا ينضم إليه بل لا يصنعه ولا يكوّنه إلا العلماء والدعاة وطلبة العلم والغيورين على دينهم وأمتهم ووطنهم ؟ ومن هم في نظرك أهل الرأي والروية هل هم زوّار السفارات ؟ أم مرتادي الحانات ؟ أم أصحاب الخور الفكري والخلل العقدي ؟ وهل هؤلاء من سيكوّنون الدرع البشري ؟ وهل ما يطلقه ويقوله العريفي وغيره من العلماء والدعاة وطلبة العلم والذي مصدره الكتاب والسنة الشريفة وأقوال الأئمة من السلف والخلف مفرقعات غير وطنية ؟ عجبي والله العظيم .
يقول الكاتب :-
والدرع البشري الوطني الحصين من ذوي الرأي والروية، الذي ذكرته هو واقع قائم ومشاهد وملموس ومشرف للوطن ولكل الوطنيين، وقد أشاد به خادم الحرمين الشريفين وشكره، والمكون من علماء المملكة وخطبائها، وكتابها ومثقفيها، ولو كره الذين أدمنوا الاقتيات، على مهنة شق الصف الوطني، حمى الله وطننا وأهلنا من كيد الكائدين وطيش الطائشين.
لم يتجرأ أحد في تاريخنا الوطني على سب مؤسساته الصحفية والعاملين فيها من الكتاب، وإلصاق تهمة الفساد والمجون والعمالة للعدو الأجنبي، إلا الداعية العريفي، وهل تدرون ما هي دواعي الداعية؟ والذي لن أصمه بـ"الدويعية" احتراما لصفحات صحيفتي، وقارئاتها وقرائها الأعزاء بأفعاله المشينة اللا وطنية، فدواعي الداعية هي ذاكرته المأزومة، التي لا يرى من خلالها أبعد من أخمص قدميه المتخبطتين. فمنذ أمر المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز، بإنشاء أول جريدة رسمية "أم القرى" لتكون المعبر عن رأي الحكومة، بشكل خاص والوطن بشكل عام، والشارح له والمدافع عنه، غدت الصحافة جزءاً لا يتجزأ من صوت الوطن، المدافع والمنافح عنه. وهكذا توالت الصحف المحلية، بعد أم القرى، في التأسيس الواحدة تلو الأخرى، لتكون عونا لها في التعبير عن الصوت الوطني والذائد عن حياضه، حيث لعبت الصحافة المحلية كمنابر وطنية دورا لا يستهان به في الدفاع عن رأي الوطن، في كل الأزمات التي تعرض لها بكل شراسة من منابر الإعلام الخارجي الخصم، منذ الثلاثينيات الميلادية، وحتى وقتنا الحالي.قلت :-
أتعلم أيها الكاتب أن سبب حصانة الدرع وقوة الصف هي لما استجاب الناس لدعوة الحق ورسالة السمو ومنهج الحقيقة والتي كان مصدرها جميعاً كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق يخرج من ذلك الصف ومن تلك الحصانة كل من حاد عن طريق الحق وتنكب سبيل الجادة إما بأقواله الشركية , أو أفعاله البدعية , أو توجهاته الممسوخة الخرقاء , وأولئك هم أصحاب الكيد والطيش علمت بذلك أو لم تعلم , نعم أيها الوابلي هذه حقيقة طالما تعاميت عنها أنت وأصحابك من كتّاب المقالات المحرضة على العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الحق , وفي نفس الوقت الذي تحرضون فيه الناس على قدواتهم الصالحة تبرئون أنفسكم من الفساد والمجون والعمالة لدول الغرب بدعوى اتهامكم بذلك والحق أننا لا نتهمكم بذلك ( لأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ) بل نحن متأكدون من كل تلك الممارسات والتحركات التي تفعلونها وإذا أردت أن تتأكد مثلي أيها الواهم فعد مرة أخرى إلى تلك المقاطع اليوتيوبية والفيس بوكية والتويترية ومقالاتكم الفاسدة , وتحركاتكم الباطلة ودعاواتكم المغرضة لتتثبت من أن تأكدي ذلك كان في محله .
والداعية العريفي والذي أطلقت عليه لفظ (الدويعية ) واتهمت ذاكرته (بالمأزومة ) والتي لا يرى من خلالها أبعد من أخمص قدميه (المتخبطتين) , بأسلوب انتقاص لم تحترم فيه نفسك ولا صحيفتك ولا قراءك أبداً , بل أرسلت ما يحمله قلبك الحاقد على فضيلته بأسلوب غير مباشر , أقول لو التفتَ إليك فضيلته ولأمثالك لضاع عمره وقل نتاجه وضعف عطاءه , إذ أنه يحمل من هم الأمة ما تعجز أنت ومن معك أن تحمله , وهو يسير بخطى ثابتة نحو تغيير الناس إلى الخير وتبصيرهم بأمور دينهم في الوقت الذي تسير أنت ومن معك نحو تغيير الناس إلى الحرية الممقوتة , والانفتاح القذر , والحياة المدنية المستمدة أنظمتها من قوانين ودساتير الغرب , وفضيلته يعبر عن رأي الملايين المملينة من أبناء الإسلام في كل مكان وأنت لا تمثل سوى شرذمة قليلة تتخبط عقولها في ميادين التيه والضياع , فقل ما شئت وعبّر بما شئت عنه وعن غيره من العلماء والدعاة وطلبة العلم فلن يزيدهم ذلك إلا ثباتاً وتمكيناً بإذن الله تعالى , ولا تظن أنك بأسلوبك الانتقاصي تحجم منه ومن غيره , أبداً بل أنت تساهم بطريقة أو أخرى في لفت نظر الناس للشيخ والاستماع إليه والتأثر به وتضيف إلى قوة طرحه قوة أخرى وإضافة رائعة بما يقوله من حق واسمح لي في هذا الأمر بالذات أن أشكرك نيابة عن الشيخ حفظه الله , أما عن تاريخ الصحافة ودورها في اللحمة الوطنية فلا أظن أن هناك من ينكر دور الإعلام بشكل عام وخطورته أيضاً على الحكومات والشعوب , وأنها ساهمت في الدفاع عن الوطن والمنافحة , ولكن دعني أسألك مرة أخرى في هذا الجانب المهم , أين المصداقية التي ننشدها جميعاً في إعلامنا المقروء والمسموع والمكتوب ؟ أين المساحات التي نطالب بها كإسلاميين في أوراق صحفنا للتعبير عن ما نحمله من رؤى وتوجهات ؟ لماذا يستخدم مدراء القنوات والإذاعات ورؤساء التحرير لغة الإقصاء والتهميش للعلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الحق , أين الحديث عن مسلّمات الأمة وثوابت الشريعة ومنطلقات الدين من صحافتنا ؟ لماذا لا نرى في إعلامنا سوى التوجه الغربي الفاضح والذي لا يريد بأمتنا إلا الشر والفتنة ؟ لماذا تتقن هذه الصحافة فن التشويش بين القيادة والشعب في الوقت الذي لابد من اللحمة والتعاون والتقارب فيه , ولماذا يسعى خفافيش الظلام في بث شرورهم وفسادهم من خلال صحافتنا ؟ نحن لا ننكر دور الإعلام مرة أخرى ولكننا نطالب بإعلام هادف وصادق وعادل لا يحيد لأحد ولا ينتقص أحدا ولا يطبّل لأحد دون أحد .
يقول الكاتب :-
وكذلك في كشفها زيف وزيغ الحركات الدعوية المسلحة المحلية، مثل حركة جهيمان، وذلك عندما كان الداعية العريفي، غرا لا يستطيع الدفع حتى بدراجة هوائية "مغرزة" بالرمال، مثلما ادعى أنه فعل بسيارات الأشقاء الكويتيين أثناء الغزو العراقي للكويت، وقد أثبتت وثائق الويكي ليكس أن وجود العريفي يدفع السيارات آنذاك، قد أرعب صدام، وكان سببا رئيسيا، ليس فقط في هزيمته وطرده من الكويت وإنما أيضاً، سببا مؤكدا في العثور عليه في جحره وشنقه. وبما أن العريفي كان لا يشاهد إلا أخمص قدميه أثناء دفعه البطولي المستميت للسيارات، فالحياة الوطنية بدأت عنده من تلك اللحظة المجيدة؛ وما عداها لم يكن ليعنيه بشيء لا من قريب ولا من بعيد.
الداعية العريفي، الذي يدعي أنه تصدى للفكر الضال، طوال السنوات العشر الماضية، لم يرد اسمه في قائمة اغتيالات الإرهابيين، مع الكتاب ورجال الأمن والرموز الوطنية المخلصة التي استماتت في الدفاع والذود عن الوطن، الذين كشفوا سترهم وزيغهم أمام مواطني المملكة، وعروا منابع تمويلهم المادي والعقدي الشاذ. ولعل ذلك لإدمانه شق الصف الوطني، وهذا يصب في خانة مخططاتهم. قلت :-
نرفض جميعاً أي تحركات تهدد أمن الأمة والوطن مهما كانت مسمياتها أو توجهاتها ولا نقبل بها أبداً ولن نساوم فيها أحدا بإذن الله تعالى .
وبالنسبة لما قلت بشأن الشيخ العريفي وعونه لإخوانه الكويتيين ودفاعه البطولي المستميت بأسلوب انتقاص آخر لا يخلو من الكذب والافتراء فكما قلت آنفاً أن قافلة الشيخ لا زالت تسير , وأن حاديها للخير والإصلاح لا زال يشدو بصوته الرخيم الرائع , وأن الركب في ازدياد والفرح يسكن في قلوبهم , وأن الوجد والحزن لذلك الصايح الآتي من بعيد والذي روعته مسيرة القافلة وشموخ الركب وعنفوان المسير .
وكذبة أخرى بشأن دور العلماء وطلبة العلم والدعاة في محاربة الفكر الضال , وأنهم لم يستميتوا في ذلك ولم يقدموا شيئاً ...الخ , وأقول أين دور منابر الجمع , وحلق العلم , ودروس العلماء , وحلقات التحفيظ , ومراكز الدعوة , والمخيمات الدعوية , والملتقيات التربوية وغيرها من محاضن الخير والتي ساهمت في توجيه الناس وتعريفهم بحقوق بلادهم عليهم , وتوضيح خطر الفكر المتشدد والفكر التغريبي المنحلّ أيضاً , ووجوب لزوم الوسط , هل هذا إدمان منهم لشق الصف الوطني يا ترى ؟
يقول الكاتب :-
المنابر الصحفية هي حصون وتخوم وطنية وكتابها هم دوماً على الجبهات الحدودية والداخلية، سواء اشتعلت الجبهات أم لم تشتعل. فأول من يصل إلى الجبهات الحدودية، التي تقع فيها مواجهات عسكرية، هم مراسلو الصحف ومصوروها، لنقل ما يحدث على الجبهات للداخل. ومن المعلوم أن عددا لا بأس به من مراسلي الصحف والوسائل الإعلامية، يستشهدون وهم يؤدون واجبهم الوطني، والمهني، أما العريفي فبزيارة خاطفة ومؤمنة للجبهة الجنوبية، أثناء تصدي قواتنا الباسلة، للاعتداء الحوثي على حدودنا الوطنية، ظن أنه "جاب رأس غليص." بل أتت زيارته التي كان يؤمل بها القادة العسكريون والسياسيون خيرا بعكس ما توقعوه منه، حيث عاد بصور وأخذ يستعرض بها أمام جمهوره المتيم به، الأمر الذي لم يفعله القادة العسكريون الأفذاذ الذين أداروا المعركة بكل كفاءة واقتدار، وجاهدوا وكابدوا، ولم ينشروا صورا لهم، ولم يبالوا بنشر صورهم، حيث كانوا يجاهدون في سبيل دينهم ومليكهم ووطنهم، ولا يرجون بذلك عرض الحياة الدنيا وزخرفها.
قلت :-
من يخدم دينه وأمته ووطنه بما يرضي الله عنه فله منا خالص الدعاء صحفياً كان أو غيره , والواجب أن لا ننكر دور أي أحد بل علينا أن نشكره ونثمّن له جهوده , وفي المقابل علينا أن لا نقصي من نختلف معه أو نهمش دوره , وأنت أيها الوابلي أقصيت وهمّشت دور الشيخ وغيره من العلماء وطلبة العلم والدعاة في تلك الحرب وغيرها وهذا يُظهر مجدداً كذبك وافتراءك عليهم جميعاُ , وهنا أسئلة أوجهها لك ولغيرك من شركاءك في المهنة هل شققت عن قلب الشيخ لتعلم أنه باحثاً عن شهرة ؟ هل علمت عن أثر تلك الزيارات الإيجابي في قلوب إخواننا المرابطين في الجبهة ؟ وهل يعقل – يا ذكي – أن يذهب العريفي أو غيره إلى تلك الصفوف الأولية دون علم القادة العسكريين والسياسيين ؟ وهل تعلم بتلك الرسائل المباركة التي أطلقها القادة والساسة أيضاً للعلماء وطلبة العلم والدعاة لما كانو هم العون بعد الله تعالى في تثبيت الجيش وتعزيز القوة وتمكين الخطى ؟ أين أنت من زيارة الجبهة وملاقاة الرجال والمشي تحت وابل الرصاص ولو كانت زيارتك بدعوى البحث عن الخبر ومراسلة جهتك الإعلامية بمقابل مادي هو العامل المهم في ذهابك إلى هناك ؟
يقول الكاتب :-ليت المسألة انتهت عند هذا الحد، لقلنا "غرور وكبرياء" نستعيذ منه، ونتحمله، من أجل المعركة الوطنية، ولكن سرعان ما طعن العريفي بالعقيدة العسكرية للجيش العربي السعودي، بعد رجوعه من الجبهة، وشن حربا طائفية خاصة به، هو وجوقته الطائفية الموتورة، وحاول تجيير معركة جيشنا الوطني الباسل لصالح معاركه الطائفية، وهذا الذي لم يكن مقبولا، حيث اضطر الجيش السعودي العربي الوطني الباسل، أن يعلن أن حربه على الجبهة الجنوبية ليست بطائفية وليست موجهة ضد طائفة أو فئة معينة، وإنما لحماية حدود الوطن، مهما كان المعتدي عليها كائنا من كان. والأدهى أنه ورغم زيارته للجبهة وتداخله مع الجنود، كما يدعي، لم يعِ أن بعضا من جنود جيشنا السعودي هم من إخوتنا الوطنيين المخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم من الطائفة الشيعية الكريمة، والذين دافعوا بنفس العقيدة العسكرية والحس الوطني والشعور الديني الذي يقاتل به باقي رفاقهم في السلاح وإخوانهم في الدين والعروبة والوطن. وهكذا فقد كاد العريفي وجوقته الطائفية يشقون الصف الوطني نيابة عن الحوثيين، الذين عجزوا عن ذلك.
قلت :-
أما عن الحرب الطائفية فها أنت تمارس الكذب في مقالك مرة أخرى وهذه المرة ليست على الشيخ العريفي بل على أمن الوطن الذي تدعي حبك له وخوفك عليه , هذا إذا علمت أن ما كان يحذر منه العريفي وغيره من خطر الروافض وشرهم وما يحملونه من كراهية وحقد لهذه البلاد ولولاة الأمر فيها وللعلماء ولمواطنيها ها هي بوادره بدأت تلوح في الأفق , ولا أعلم بماذا تفسر حرب الحوثيين لبلادنا , والمد الصفوي فيها ودور إيران وحزب الشيطان في التحريض عليها , بل أين أنت أيها الغافل من تصريحات الساسة السعوديين وقلقهم من هذه الطائفة وشرها , وحقيقة لا أستغرب منك ولا من شركاء مهنتك الموتورون هذه الوقفة مع أعداء وطنك يوم أن تبجلهم وتحمد وقوفهم جاهلا أو متجاهلاً شرهم وكيدهم الدفين . يقول الكاتب :-
وقد يسأل سائل: وأنت ماذا فعلت؟ وهذا سؤال وجيه، فأنا عملي الرسمي هو تعليم طلبة عسكريين، للتاريخ العسكري، وطلابي أو كما أسميهم بفخر أبنائي، الآن هم ضباط يعتمد الوطن اليوم عليهم بعد الله في الدفاع والذود عن حياضه، كما أنني كتبت مقالا أثناء الحرب على الجبهة الجنوبية ضد الحوثيين، تحت عنوان "طبيعة ما وراء النزاعات المسلحة في الدول الجبلية"، حيث تناولت فيه طبيعة الحرب هناك، وما وراءها من تشابكات وتشعبات، وطالبت قواتنا المسلحة بالدفاع عن حدودنا الوطنية، وطرد المعتدين منها، حسب ما تخولنا الشرائع والقوانين الدولية؛ والحذر من الانجراف لمستنقع النزاعات المسلحة داخل حدود اليمن، التي هي جزء من العراك السياسي، والتحالفات الفاسدة القبلية والرسمية، المتاجرة بالسلاح وأرواح الناس، التي لا تنتهي ولن تنتهي هناك. وهذا ما طبقته قواتنا العسكرية بكل احترافية واقتدار، بعد أن شعرت بأن هنالك من يسعى لجرها لمستنقع النزاعات العسكرية الآسن في اليمن الشقيق.. عجل الله فرجه. قلت :-
ماذا فعلت أنت ؟ تقول بأنه سؤال وجيه .. ولك ذلك مادمت ستتشدق بإجابات تبين فيها دورك في الحرب على الحوثيين أو غيرها وأقول حتى وإن لم تتشدق بإجاباتك تلك فهذا دورك تجاه دينك وأمتك ووطنك وعليك القيام به حق القيام , لكن الواقع الذي نلمسه ونعيشه ونحن متأكدين منه أن دورك أنت وإخوانك كتاب الأعمدة الصحفية – إلا من رحم الله – لا يعدو أن يكون دور بمقابل مادي بمعنى – إذا ما فيه دراهم ما فيه شغل – ومن خلال ما تطرحونه بذلك المقابل فأنتم تساهمون في صدع الدرع البشري الذي ذكرته في أول مقالك بطريقة أو أخرى , ويظهر ذلك في قضايا التشويش التي ذكرتها آنفاً , والحديث بغرض تشكيك الناس في معتقدهم ودينهم عن الأصول والثوابت كصلاة الجماعة والحجاب والجهاد وغيرها , والنيل من أعراض القدوات الصالحة في المجتمع ولا أدل على ذلك من هذا المقال الذي تتهم فيه شيخاً جليلاً في انتمائه ودينه ودعوته .
يقول الكاتب :-إذاً فالعريفي آخر من يعطي دروسا ومواعظ في الوطنية، ويكفي تنقله من قناة أجنبية لأخرى، على حسب من يدفع له أكثر.
قلت :- وسيمضي العريفي وغيره من العلماء والدعاة في سبيل الخير ليبلغوا دعوة الحق للناس أجمعين على المنابر والقنوات وفي المساجد والجامعات متنقلين يحدوهم قول الله تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) متتبعين بذلك سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله ونشر الخير وبذل المعروف .
أما أنت أيها الوابلي فمت بغيظك أنت وزمرتك , وعش أسيراً لهواك , متخبطاً بطرحك , مخذولاً بقدواتك من هنا وهناك .
كتبه
حسين بن سعيد الحسنية